هالطول
سنلقي في الماء الراكد داخل قلوب المحبين هذا المقال لينسكب من جوارحهم ماء الود و العاطفة و الرحمة و غض الطرف عن سقطات الكلام و سيئ الفعال والصفات ، علها أن تبرأ الجراح و يسهم هذا البلسم بتخفيف الجفاف العاطفي ، وأول مانلقي في قلبها الحجر هي السيدة حرم السيد البخيل ، و نذكرها بأن التاريخ يزخر ببخلاء تجاوز الناس عن نعتهم بهذا البخل المقيت و ذلك بفضل ماساسته نسائهم من حياتهم بعد الزواج و أصبحوا مع عامة قومهم ، وقد كان بعضهم كالحطيئة
الحطيئة كان مشهور بالبخل ! ، فما مر به من إنسان وهو على باب داره وبيده عصا، فقال: أنا ضيف ، إلا و أشار إلى العصا، وقال له : لكعاب الضيفان أعددتها. و مرت حياتهم ولم يعلم أحد ببخلهم إلا خاصة أهله أو زمرته ، و كم من سفيه أحاط به خبله على منطوقه و ردود أفعاله فرزقه الله زوجةً تصّير سفه إلى حلم و حكمة و تهذب منطوقه إلى صدقٍ و رزانة ، و كم من حالٍ كان صاحبها فقيرًا أو معدومًا وبعد زواجه رزق بزوجة تحفظ المال و تنمي الدراهم حتى كانت دنانيره تئن من ثقلها أكياس المال ، و لنا في رسول الله المثل الأعلى ( جاء رجل يشكي فقره للرسول صلى الله عليه وسلم فقال تزوج ) ، وهذا هو العقل والمنطق فعقلان خيرٌ من عقل واحد، و لا ننسى الرجال فكم من سيدة ذات كيت وكيت ، أوكانت ذا صلفٍ لايطاق و مع زواجها برجل مبارك حاذق يمتاز بتهذيب الأخلاق ويصبر على سقطات اللسان حتى قوّم أعوجاج كلماتها و تندّر ألفاظها فأصبحت معه سيدة مجتمع وكما يقولون الفرس من خيالها ، و الجميع يعلم أن الإنسان بذكوريته أو أنثويتها مجبول على الإحسان واللطافة و المحبة و العطف ، ولكن جور الظروف تغير النفوس و تجعل بالقلب هنة، يقف عندها للذكريات و ينتقم لنفسه و ينسى ماضيه الجميل
أيها الرجل ستسمع من زوجتك يومًا " ما عملت خيرًا قط " و يا أيتها المرأة ستسمعين من زوجك يوم ا" ياليت الزمن يرجع" فلاتأبهوا لذلك فهذه سنة الحياة واستمدوا طاقتهم بالسير بقاعدة ربانية " عسى أن يجعل الله فيه خيرًا كثيرًا " أرجو أن تزداد ثقافتكم بإحتوائكم لبعض ولو هالطول.
بقلم ـ لافي هليل الرويلي